محيطنا، والتزامنا، وفرصتنا
يُسلّط موضوع يوم الملاحة البحرية العالمي لهذا العام — «محيطنا، والتزامنا، وفرصتنا» — الضوء على ما للمحيط من دور لا غنى عنه في صون النفس الإنسانية، وتوفير سبل العيش، وإنعاش الاقتصاد العالمي. فالمحيط يمدّنا بنصف الأوكسجين الذي نستنشقه، ويغذّي مليارات البشر، ويُسهم في تنظيم مناخ الأرض، ويمكّن أكثر من 80% من التجارة العالمية بفضل النقل البحري. كما أنه موطن لملايين الكائنات البحرية، ومصدر حيوي للوظائف والغذاء والفرص الاقتصادية التي تنتفع بها جماهير غفيرة حول العالم.
غير أن هذا المورد الجوهري يواجه ضغوطًا متعاظمة، من التلوّث وفرط الاستغلال إلى التبعات المتسارعة لتغيّر المناخ. وحمايته لا تندرج في باب الحفاظ على الطبيعة فحسب، بل تُعدّ مسؤولية عالمية تمسّ جوهر الحياة الإنسانية بكل أبعادها.
ويضطلع قطاع الشحن البحري — من حيث إنه القطاع الأبرز حضورًا في ما يتصل بالمحيط — بدور رئيس في دفع عجلة التجارة العالمية وتعزيز حماية المحيطات على حد سواء. وهو يعمل في تناغم مع قطاعات السياحة والمصايد والبحوث البحرية لضمان إدارة مستدامة لهذا الإرث الأزرق. وتواصل المنظمة البحرية الدولية، من خلال إطارها التنظيمي العالمي الصلب وبرامج الدعم التقني الواسعة التي توفرها للدول الأعضاء البالغ عددها 176 دولة، قيادة الجهود الرامية إلى بحار أنظف وأكثر أمانًا.
ويُبرز هذا الموضوع كذلك عمق الارتباط بين قطاع الشحن والمبادرات العالمية الأشمل، لا سيّما أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة. فهو وثيق الصلة بـالهدف الرابع عشر «الحياة تحت الماء»، المعني بصون الموارد البحرية واستثمارها على نحو مستدام. ومنذ اعتماد هذه الأهداف في عام 2015، أحرزت الدول الأعضاء خطوات عملية لتوطيد الحوكمة المحيطية. ويرتبط الموضوع كذلك بـالهدف الثالث عشر «العمل المناخي»، والهدف التاسع «الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية»، والهدف السابع عشر «عقد الشراكات من أجل الأهداف». وقد شكّل اعتماد الاستراتيجية الجديدة للمنظمة البحرية الدولية بشأن غازات الدفيئة في عام 2023 محطة مفصلية نحو بلوغ الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري بحلول منتصف القرن تقريبًا.
ويُبرز موضوع هذا العام محطات دولية مفصلية، منها الاتفاق الأممي بشأن صون التنوع البيولوجي البحري واستخدامه المستدام في المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية، والمفاوضات الجارية بشأن صك عالمي للتصدي للتلوّث بالبلاستيك، فضلًا عن انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيط في الفترة من 9 إلى 13 حزيران/يونيو 2025.
ويوجّه هذا الموضوع الدعوة إلى الحكومات والمنظمات والأفراد على السواء كي يُدركوا أن حماية المحيط مسؤولية مشتركة وفرصة لبناء مستقبل يتّسم بالاستدامة والمرونة والإنصاف.
وسوف يُحتفى بيوم الملاحة البحرية العالمي 2025 في 25 أيلول/سبتمبر، على أن يُنظم فعالية موازية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وسيُعلن عن تفاصيل إضافية في وقت لاحق.
تدشين موضوع يوم الملاحة البحرية العالمي 2025 بمشاركة الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية وتلاميذ المدارس
شريط مصوّر قصير يظهر فيه الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية برفقة تلاميذ من مدرسة «ليكول دو باترسي» في لندن، احتفاءً بتدشين موضوع يوم الملاحة البحرية العالمي لعام 2025: «محيطنا، والتزامنا، وفرصتنا».
#WorldMaritimeDay
معلومات أساسية
تنقل الشحنات البحرية الدولية أكثر من 80 في المائة من التجارة العالمية إلى الشعوب والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. ويُعد الشحن الطريقة الأكثر كفاءة والأقل تكلفة للنقل الدولي لمعظم السلع؛ إذ يوفر وسيلة موثوقة ومنخفضة التكلفة لنقل البضائع على الصعيد العالمي، مما يسهل التجارة ويساعد على خلق الرخاء بين الأمم والشعوب.
يعتمد العالم على صناعة شحن دولية آمنة ومأمونة وفعالة، وهي عنصر أساسي في أي برنامج لتحقيق نمو اقتصادي أخضر مستدام في المستقبل.
ويُعد تعزيز الشحن المستدام والتنمية البحرية المستدامة من الأولويات الرئيسية للمنظمة البحرية الدولية في السنوات القادمة. ولذلك، فإن كفاءة الطاقة، والتكنولوجيا والابتكار الجديدان، والتعليم والتدريب البحريان، وأمن الملاحة البحرية، وإدارة حركة المرور البحرية، وتطوير البنية التحتية البحرية: إن وضع معايير عالمية تغطي هذه القضايا وغيرها وتنفيذها يدعم التزام المنظمة البحرية الدولية بتوفير الإطار المؤسسي اللازم لنظام نقل بحري عالمي أخضر ومستدام.

[…] المحيط […] قوة حيوية - تغذي البلايين، وتنظم مناخنا، وتحافظ على التنوع البيولوجي.


